فصل: قط القلم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أدب الكتاب ***


إلاقة الدواة

يقال ألقت الدواة أليقها إلاقة، إذا أدرت كرسفها حتى تسود، وألاقوا بينهم كلاماً أي أداروه بشرعة، ومنه القراءة‏:‏ ‏"‏إذ تلقونه بألسنتكم‏"‏، أي تديرونه بسرعة، وقال بعض المفسرين‏:‏ تلقونه تسرعون منه إلى ما لا تعلمون‏.‏ وقال ابن الرقيات‏:‏ جاءت به عيسى من الشام تلق

أي تسرع وقراها يحيى بن يعمر‏.‏ وحقيقة ألاق الدواة في اللغة إنما هو أدار المداد فيها حتى لصق وعلق، ومنه قولهم لا يليق هذا بهذا أي لا يلصق به ولا يعلق‏.‏

قال أبو بكر‏:‏ حدثنا محمد بن القاسم، قال‏:‏ حدثنا الأصمعي قال‏:‏ قدمت على الرشيد في بعض قدماتي فقلت‏:‏ ‏"‏ما ألاقتني الأرض حتى رأيت أمير المؤمنين‏"‏، فلما خرج قال‏:‏ ما معنى ألاقتني قلت‏:‏ ما ألصقتني بها ولا قبلتني‏.‏

والصواب المختار أن يقول ألقت الدواة فأنا مليق لها وهي ملاقة‏.‏

وحكي عن ابن دريد‏:‏ ألقت الدواة ولقت من لاق يليق فهو لائق وذاك مليقة من هذا والمصدر لاق ليقا وليوقا‏.‏ وما لاقت المرأة عند زوجها أي ما لصقت بقلبه‏.‏ ولاقت الدواة صارت هي نفسها مليقة‏.‏ وفلان ما يليق شيئاً أي ما يثبت في يده شيء‏.‏ وأنشدنا محمد بن الفرج أبو جعفر المعري قال‏:‏ أنشدنا محمد بن أحمد الطوال عن أبي الحسن الكسائي في لاق الدواة ليقاً‏:‏

لو يكتب الكتاب عرفك فرغوا *** ليق الدوى وانفذوا الأقراما

الكرسف وما قيل فيه

قال أبو بكر‏:‏ الكرسف القطن خاصة دون غيره، ثم صاروا يسمون كل شيء وقع موقعه في الدواة من صوف وخرقة كرسفاً قال طرفة‏:‏

وجاءت بصراد كأن صقيعه *** خلال البيوت والمنازل كرسف

وكرسفت الدواة جعلت لها كرسفاً والجمع كراسف‏.‏ قال وهب الهمداني‏:‏

سحاب حكى القرطاس لون صبيره *** وعاد به جو العواصف أكلفا

إذا كتبت فيه يد البرق أسطراً *** يلبس وجه الأرض بالثلج كرسفا

ما قيل في المداد

قال بعض الكتاب‏:‏ ليكن الكرسف في نهاية ما يكون من السواد، ولتكن الليقة التي نهاية اللين والنعمة، والأجود أن تكون مستديرة، فإن كان كذلك أجزأ الكاتب أن يسمها روق القلم، ولا يلحقه كلفة ولا إبطاء في الاستمداد‏.‏ وإن حفر الموضع الواقع على الليقة من الغطاء وغشي بأرق ما يكون من الفضة، حتى إذا أطبقت الدواة تجافى ذلك الموضع عن الليقة، فلم ينله شيء من سوادها، كان ادعى إلى النظافة والسلامة وأكثر الدري لا تسلم منها ما لم تكن على ما وصفنا‏.‏

ويعنى بتعهد الليقة والكرسف بالملح والكافور، وإن غيرت في كل يومين أو ثلاثة كان آمن لتغيرها وربما أغفل ذلك فاستكرهت الرائحة وظهر من نتنها ما يخجل له‏.‏ وتهيا ذلك على بعض الكتاب حتى ظن رئيسه أنه أبخر فشكا ذلك إلى نديم له فقال النديم‏:‏ ما عرفت ذلك منه، ولكن لعلة أغفل ذلك من أمر دواته وتفقدها‏.‏ فقال الرئيس‏:‏ عذره في بخره أبسط عندي منه في نتن دواته، لأنه في ذلك مضطر وهو في هذا مختار‏.‏ ثم نبهه نديمه على ذلك فلم يجر عليه بعد‏.‏ وقال بعض الشعراء في هذا المعنى يهجو كاتباً‏:‏

دخيل في الكتابة ليس منها *** له فكر تعد ولا بديه

تشاكل أمره خلقاً وخلقاً *** فظاهره لباطنه شبيه

كأن دواته من ريقه فيه *** تلاق فنشرها أبداً كريه

وقال أحمد بن إسماعيل حذراً من هذا‏:‏

كأنما النقس إذا استمده *** غالية مذوقة بنده

قال وأنشدنا أحمد بن إسماعيل للحسن بن وهب‏:‏

مداد مثل خافية الغراب *** وقرطاس كرقراق السراب

وأقلام كمرهفة الحراب *** وألفاظ كأيام الشباب

وأحمد بن إسماعيل الذي يقول‏:‏

وإذا نمنمت بنانك خطاً *** معرباً عن إصابة وسداد

عجب الناس من بياض معان *** يجتنى من سواد ذاك المداد

والمداد كل شيء يمد به هذا أصله قال الأخطل‏:‏

رأت بارقات بالأكف كأنها *** مصابيح سرج أوقدت بمداد

يريد بدهن أمدت به كثر الأستعمال لما تمد به الدواة فقلب كل شيء غيره فإذا قيل‏:‏ مداد، لك يعرف شيء غيره وقال بعض الكتاب يمدح المداد‏:‏

من كان يعجبه في صحن عارضه *** مسك يطيب منه الريح والنسما

فإن مسكي مداد فوق أنملتي *** إذا الأصابع مني مست القلما

وقال آخر‏:‏

وما روض الربيع وقد زهاه *** ندى الأسحار يأرج بالغداة

بأعبق أو بأطيب من نسيم *** تؤديه الألاقة من دواة

وقالوا‏:‏ ‏"‏المداد خضاب الرجال‏"‏‏.‏ وقال آخر‏:‏

إنما الزعفران عطر العذارى *** ومداد الدواة عطر الرجال

حدثني يعقوب بن بيان قال‏:‏ كتب إبراهيم بن العباس يوماً كتاباً فأراد محو حرف منه، فلم يجد سبيلاً فمحاه بكمه، فقيل له في ذلك، فقال‏:‏ المال فرع والقلم أصل، فهو أحق بالصون منه، وإنما بلغنا هذه الحال واعتقدنا الأموال بهذا القلم والمداد ثم قال‏:‏

إذا ما الفكر أظهر حسن لفظ *** وأداه الضمير إلي العيان

رأيت حلى البنان منورات *** تضاحك بينها صور المعاني

ويقال‏:‏ مددت الدواة جعلت فيها مداداً وكل شيء زدت فيه فإنك تقول‏:‏ مددته أمده مداً‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏"‏والبحر يمده من بعده سبعة أبحر‏"‏‏.‏ وإذا أمرت قلت‏:‏ مد الدواة بكسر الدال‏.‏ ومد الدواة تتبع الضمة الضمة وإمداد الدواة‏.‏ ولا يقال أمددت إلا ما كان على جهة الإعانة كقولك‏:‏ أمددته بمال ورجال، ومنه قوله عز وجل‏:‏ ‏"‏أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين‏"‏‏.‏ ومنه‏:‏ ‏"‏أمددناكم بأموال وبنين‏"‏‏.‏ أي أعناكم وقربناكم‏.‏ ويقال مداد ونقس بالسين وكسر النون، والكثير أنقاس‏.‏

وقال حميد بن ثور‏:‏

لمن الديار بجانب الحمس *** كمخط ذي الحاجات بالنفس

وأنشدنا محمد بن موسى الرازي لحمد بن مهران‏:‏

لا تجزعن من المداد ولطخه *** إن المداد خلوق ثوب الكاتب

وأبهج بذلك إنه لك زينة *** هبة من الله الجواد الواهب

لولا المداد ويسرنا بدليله *** ما صح في مال حساب الحاسب

ولما تبينت الأمور لطالب *** ولكان شاهدنا شبيه الغائب

الحبر واشتقاقه

قال أبو بكر‏:‏ ذكرنا أشعاراً قيلت في الحبر في باب الدواة لاتصالها بها، كاتصال التوريق بالكتابة والوراقين بالكتاب، وبالحبر تكتب المصاحف والسجلات وما يراد بقاؤه‏.‏ وإنما سمي الحبر حبراً لتحسينه الخط من قولهم حبرت الشيء تحبيراً وحبرته حبراً زينته وحسنته‏.‏ والاسم الحبر كقولك طحنته طحناً‏.‏ في الحديث ‏"‏يخرج من النار رجل حسن الحبر والسبر‏"‏ وقال ابن أحمر‏:‏

لبسنا حبره حتى اقتضينا *** بأعمال وآجال قضينا

وقيل‏:‏ الحبر مأخوذ من الحبار وهو أثر الشيء كأنه أثر الكتابة وقال‏:‏

ولم يقلب أرضها البيطار *** ولا لحبليه بها حبار

أي أثر‏.‏ وقال آخر‏:‏

لقد أشمتت بي أهل فيد وغادرت *** بجسمي حبراً بنت مصان باديا

أي أثراً‏.‏ ويقال محبرة ومحبرة وهما أفصح ما قيل فيها‏.‏ وحبر فلان كتابه‏:‏ حسنه، وكذلك نمنمه ونمقه ورشقه‏.‏ قال مرقش‏:‏

الدار قفر والرسوم كما *** رقش في ظهر الأديم قلم

ويقال‏:‏ رقش كذبه أي حسنه حتى يقبل قال رؤبة‏:‏

عازل قد أولعت بالترقيش *** إلي سراً فاطرقي وميشي

وسموا طفيلاً الغنوي محبراً لتحسينه شعره‏.‏ وقيل‏:‏ سمي بذلك لقوله يصف برداً‏:‏

سماوته أسمال برد محبر *** وسائره من أتحمي معصب

القرطاس وما يكتب فيه

تسمي العرب ما يكتب فيه القرطاس، وجمعه قراطيس، ومهرقاً وجمعه مهارق، وصحيفة وجمعها صحائف، وسفراً والجميع أسفار، قال الله عز وجل‏:‏ ‏"‏يمحل أسفاراً‏"‏، وقد نزل القرآن بجميعها إلا المهرق‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏"‏تجعلونه قراطيس‏"‏، وقال تعالى‏:‏ ‏"‏ولو نزلنا عليك كتاباً في قرطاس‏"‏، وقال تعالى‏:‏ ‏"‏إن هذا لفي الصحف الأولى‏"‏‏.‏ والعرب تشبه المنزل، إذا خلا ودرجت عليه الريح وصار أرضاً، بالمهرق‏.‏ قال الأعشى‏:‏

سلا دار ليلى هل تبين فتنطق *** وأنى ترد القول بيضاء سملق

وأنى ترد القول دار كأنها *** لطول بلاها والتقادم مهرق

وشبه أبو نؤاس الناقة البيضاء بالقرطاس فقال‏:‏

واحتازها لون جرى في جلدها *** يقق كقرطاس الوليد هجان

قيل‏:‏ خص قرطاس الوليد لأنه معه كالرسم لم يكتب فيه بعد، والهجان أيضاً الكرام من الإبل وغيرها وما أعلم أحداً استوفى في وصف القرطاس إلا جعفر بن حمدان المصري الكاتب فإنه قال‏:‏

في يديه من القراطيس كالمز *** نة جادت بواكف مدرار

كالملاء الرحيض كالبيض بيض الهند كالبيض كالمياه الجواري

كالسراب الرقراق في عنفوان الصيف نصف النهار في أيار

ما تبالي أجلت عينك فيه *** حين يطوي أم في حضور العذاري

يسبح الخط فيه عفواً فما يك *** بو بوعث فيه ولا بحبار

حدثني أبو تذكوان القاسم بن إسماعيل قال‏:‏ سمعت عمك أحمد بن عبد الله بن العباس، المعروف بطماس، يقول - وكان حسن البلاغة‏:‏ القرطاس أمره ما لم تكحله مل الدواة‏.‏

ومن مليح الأخبار التي ذكر فيها القرطاس ما حدثني به أحمد بن محمد الأنصاري، قال حدثنا أبو العيناء عن الجماز قال‏:‏ أراد أبو نؤاس أن يكتب إلى إخوانه له، فلم يجد شيئاً يكتب فيه فحلق رأس غلامه، وكتب عليه ما أراد، وفي آخرها كتب‏:‏ وإذا قرأتم الخطاب فخرقوا القرطاس قال‏:‏ فردوه بلا جلدة رأس‏.‏ ورأى جرير رجلاً أسود عليه ثياب جد فقال‏:‏

كأنه لما بدا للناس *** أير حمار لف في قرطاس

وقال أبو نؤاس‏:‏

لم يقو عندي على تخريق قرطاسي *** إلا فتى قلبه من صخرة قاسي

إن القراطيس من قلبي بمنزلة *** تكون كالسمع والعينين في الراس

لو لا القراطيس مات العاشقون معاً *** هذا بغم وهذا كم بوسواس

فأما الكراريس فواحدها كراسة، قال الأصمعي‏:‏ كرست الكتب والورق جعلت شيئاً منه إلى شي وأكرس الغنم اجتماع بعرها وبولها في مواضعها حتى يتطارق بعضه إلى بعض، قال العجاج‏:‏ يا صاح هل تعرف رسماً مكرساً

قال أبو عبيد‏:‏ اكرس البعر عليه فهو مكرس، ويروى مكرساً كأنه أكرس فهو مكرس وأصله ما ذكرت لك‏.‏ وتكارس ورق الشجر تحته وقع بعضه فوق بعض‏.‏

ويقال دفتر ودفتر‏.‏ وما سمع شيء في اشتاقه إلا أنه عربي فصيح‏.‏ قال جندل بن المثنى الطهوري‏:‏

هل لا بحجر يا ربيع تبصر *** قد قضي الدين وجف الدفتر

ويروى الدفتر‏.‏ وأنشدني الحسين بن يحيى‏:‏

هل تذكرين إذا الرسائل بيننا *** تأتيك في الشجر الذي لم يغرس

إذ سر نفسي في يديك ومثله *** لك في يدي من الفصيح الأخرس

وقال ابن الأحنف‏:‏

صحائف عندي للعتاب طويتها *** ستنشر يوماً والعتاب طويل

عتاب لعمري لا بنان يخطه *** وليس يؤديه إليك رسول

آخر‏:‏

جاء الرسول بقرطاس فهيج لي *** شوقاً وأحببت منه كل قرطاس

فيه معاتبة منها تذكرني *** عهد الوصال كأني غافل ناس

وقال‏:‏ أتاني كتاب منمليكي بخطه *** فما أعظم النعمى وما أصغر الشكرا

فظلت تناجيني بما في ضميره *** أنامل قد صاغت بأقلامها سحرا

قال وكتب إلى فوز كتاباً أغضبها‏:‏

كتبت وليته شلت يمينه *** ولم أكتب إليك بما كتبت

كتبت وقد شربت الكأس صرفاً *** فلا كان الشراب ولا شربت

وقال ابن الأحنف أيضاً‏:‏

أهدت إلى صحيفة مختومة *** نفسي الفداء لخط ذاك الكاتب

ففكتها فقرأت ما قد حبرت *** فإذا مقالة مستزيد عاتب

حدثني أبو عبد الله الأسباطي قال‏:‏ كان رجل من الكتاب يهودي مغنية ويكاتبها، فكانت تخرق كتبه وتأمره بتخريق كتبها، فكتب إليها‏:‏ إني أحتفظ بكتبك وتتهاونين بكتبي فتخرقينها فكتبت إليه‏:‏

يا ذا الذي لام في تخريق قرطاس *** كم مر مثلك في الدنيا على راسي

الحزم تخريقه إن كنت ذا نظر *** وإنما الحزم سوء الظن بالناس

إذا أتاك وقد أدى أمانته *** فاجعل كرامته دفناً بأرماس

وشق قرطاس من تهوى وكن حذراً *** يا رب ذي ضيعة من حفظ قرطاس

فكتب إليها‏:‏ الصواب رأيك وخرق رقاعها‏.‏

قط القلم

يقال‏:‏ قططت القلم أقطه قطاً‏.‏ والقط والقد متقاربان، لأن القط أكثر ما يستعمل فيما وقع السيف في عرضه، والقد لما وقع في طوله‏.‏ ومنه قولهم‏:‏ كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، إذا علا بسيفه شيئاً قده، وإذا اعترضه قطه‏.‏ وقد يحمل هذا على هذا‏.‏ وقال عمرو بن معد يكرب‏:‏

فكم قط سيفي من قونس *** غداة التقينا ومن مفرق

ومط حاجبيه ومد بمعنى‏.‏ وإنما جاز ذلك في قد وقط ومد ومط لأن نخرج الطاء والدال من مكان واحد من أصول الثنايا وطرف السان، كما يقال‏:‏ طين لازب ولازم، لأن مخرج الباء والميم من الشفة من مكان واحد‏.‏

المقط

هو المقط بكسر الميم فأما المقط فالموضع الذي يقط من رأس القلم‏.‏ وأحسن المقاط وأمكنها المربع كهيئة فص النرد زائداً عليه في الطول والعرض ساذج الطرفين، فإذا كان على هذا الشكل رحب مطاه، ووطؤ قراه، وكان أملأ لليد، وأمكن للقط‏.‏ وفيه يقول بعض الكتاب‏:‏

الحمد لله شكراً *** يعلو الورى وأحط

وغادرتني مداها *** منها كأني مقط

لم يبق مني إلا *** صبر جميل فقط

وقال بعض الكتاب‏:‏

فإن تكن الخطوب فرين مني *** أديماً لم يكن قدماً يغط

فإن كرائم الأقلام تحفى *** فيصلح من تشعثها المقط

وقال بعض الكتاب‏:‏ إذا قططت ولم تسمع لقطتك صوتاً كصوت نبض القسي، ووقعة كوقعة عضب المشرفي، فأعد فإن قلمك بعده حف‏.‏ وأكثر ما يقع ذلك والقلم رطب بمداده، وإنما القطة تصلح مع جفافه‏.‏ وأنشدني بعض أصحابنا لنفسه في المقط من أبيات خاطب بها بعض الكتاب أولها‏:‏

يا ذا الكتابة قد بعثت بمرضع *** سوداء قد خرطت من الإظلام

بل ناسبت لون الخطوب وضمنت *** كشفاً لها بحضانة الأقلام

معها مقط قد تحلى بينها *** شبه الصدود بدا لحلف غرام

يحكي سويداء القلوب إذا رمت *** فيها لواحظ شادن بسهام

أعربت في وصفي له إذ قصرت *** من قبل عنه خواطر الأوهام

وانضاف محراك إليه كأنها *** احذوه قد الصارم الصمصام